السبت، 25 أكتوبر 2025

الاسد تفوق على هتلر



وفقاً للتقارير، مجرم الحرب النازي ألويز برونر، الذي لعب دوراً بارزاً في تنفيذ سياسة "الحل النهائي" لهتلر، واعتبره أدولف آيخمان

"أفضل رجاله"، فرّ إلى سوريا في خمسينات القرن الماضي وعمل مستشاراً لرئيس حافظ الأسد في ما يتعلق بأساليب التعذيب. غير ان الاسد تجاوز ذلكز

نحن بانتظار متحف شهداء الثورة بعنوان لن ننسى على غرار متحف المحرقة في واشنطن..


فيديو انتاج واخراج فراس باشي




مدينة الانعاش: رثاء أب

مدينة الانعاش: 

شعر فراس باشي

اكتوبر ٢٠٢٤

 Intensive Care City: 

Poem by Firas Bachi


مُنعنا ان ندخل المدينة الفاضلة.

لان حراسها ببساطةٍ ثلة فاجرة.


مُنعنا ان نقبل راسك، ان نعانق ثيابك، 

ان ننظر في عينيك الحائرة.


مُنعنا ان نعد حبات دوائك 

ان نراقب نظام طعامك، 

ان نعد تجاعيد يدك

تلك التي رجفت كقلوبنا الفائرة.


مُنعنا ان نحضر قهوتك، 

ان نرتل القرآن على مسمعك، 

مُنعنا ان نغني معا في ليلة مقمرة


مُنعنا ان نروي القصص لمرة عاشرة.

ان نذكّرك بأمجادك الماضية الحاضرة..

ان تسأل من انتم، ونجيبَك بأنا من نحبك.وتنسى..

منعنا بان نسمع القصص المتكررة.


مرت سنين وكنت تذوب امامنا  

وان كنا نراقبك بعين ساهرة


قويا عصاميا كنت في عالم.

ظالم هدّ قوتك وسلبك الذاكرة


هجرنا ووصلنا ارضنا المدمرة 

بعد ان دمرتنا وغدت كالمقبرة

بلا امل كمن يعانق حبل مشنقة

 خوفا من ان يخسره 


هرمنا في السنة العاشرة. 

صوتك وصورتك كانا سعدنا وحزننا، 

الصوت غدا أنينا 

ثم طنينا ثم صافرة.

والصورة غدت مريضا بمشفى

ثم نعشا محاطا بالمصلين كدائرة


جمعا تعلقنا بشاشتنا التي. 

كانت ملاذنا الاخير َوبعدها. 

كان الرحيل وبعده رحل الجميع 

وبقيت روحنا خلف روحك سائرة.. 


تلك المدينة الفاضلة.. 

كانت مدينة الانعاش.. 

من فيها منفيها، ان عاش عاش، 

وان هلك هلك، و ان سلك سلك.

يالتلك الاحجية الساخرة.

مدينة مسلوبة مغدورة غادرة.

مدينة مقطورة بلا قاطرة.


مدينة كان بها املنا ومقتلنا

 على يد ذات الثلة الفاجرة… 

وحُجزنا، وحجزنا في منفانا لاننا

ببساطة تلك الفئة المهاجرة.. 


ويئسنا من ان نحظى برفقتك.

ان نأتيك او حتى ان نحضرك.

لتنقذنا من الغربة او ننقذك من وحدتك..

يئسنا ان نخطفك من الموت بطائرة

واتانا جواز سفرك بعدما

سبقتنا اليك ساعة المغادرة. 


مالي ارى الكون اصبح داكنا 

حالكا كثيابنا المعفّرة.

حزن الم بنا لكن رضينا 

بحظوظنا وان كانت عاثرة.

رضينا بقدر ربي الذي اعطى وأخذ

وإن جعل لقاءنا في الاخرة  


_____________

We were forbidden to enter the city of virtue .

Because its guards are simply of the wicked group.


We were forbidden to kiss your head, to embrace your clothes,

to look into your confused eyes.


We were forbidden to count your medicine pills

To monitor your diet,


To count the wrinkles of your hand

That trembled like our raging hearts.


We were forbidden to make your coffee,

To recite the Quran in your ears,

We were forbidden to sing together on a moonlit night


We were forbidden to tell stories for the tenth time.

To remind you of your past and present glories..


To be asked who we are, and we answer that we are the ones who love you. And you forget..

We were forbidden to hear the repeated stories.


Years passed and you were melting down in front of us

And we were watching you with a watchful eye


You were strong and self-made in an unjust world.

that destroyed your strength and robbed you of your memory


We left and reached our destroyed land

After it destroyed us and became like a graveyard


Without hope, like someone embracing a noose

For fear of losing it


We aged in the tenth year.

Your voice and your picture were our happiness and our sadness,


The voice became a groan

Then a buzz, then a beep.

And the picture became a patient in a hospital

Then a coffin surrounded by worshipers like a circle


Together we clung to our screen which.

was our last refuge and after that.

There was departure and after that everyone left

And our soul remained walking behind your soul..


That virtuous city..

It was the City of Intensive Care ..

Whoever in it is exiled in it, if he lives, he lives,

And if he perishes, he perishes, and if he passes he passes.

Oh, that ironic riddle.


A stolen, betrayed, treacherous city.

A city trailed without a train.

A city was our hope and our death

By the hands of the same wicked group…


And we were detained in our exile because we

We are simply that immigrant group..


And we despaired of having your company.

To come to you or even to bring you.

To save us from alienation or save you from your loneliness..

We despaired of kidnapping you from death by plane


And your passport came to us after

The hour of departure preceded us.


Why do I see the universe become dark


As pitch black as our dusty clothes.

Sadness afflicted us but we were satisfied

With our fortunes even if they were bad.


We were satisfied with the fate of my Lord who gave and took

And if He made our meeting in the afterlife


 رثاء لوالدي 

فنان ومصمم ديكور ورائد أعمال متعدد المواهب م. أمير أوطه باشي 1946 - 2024) 


تصور القصيدة لحظاته الأخيرة في صراعه مع مرض الزهايمر وحال البلاد في تلك الفترة وخوف ابنائه المهجرين عليه وشوقهم اليه، الرجل الذي واجه عواقب الوضع السياسي في البلاد ولم يتمكن من مغادرة البلاد أو رؤية أبنائه وأحفاده بسبب الحرب،

 

اهداء لابي و لكل أب  هرم وحرم من ابسط حقوق الحياة وتوفي في الوطن بعيدا عن عائلته



A Eulogy poem in memory of my dad ( Artist, interior designer, multitalented entrepreneur M. Ameer Ota Bashi 1946 - 2024). 


The poem portrays his last years of struggling with Alzheimer's and the situation of the country at that time, the fear of his displaced sons for him and their longing for him. The father that faced the consequences of the country's political situation and wasn't able to leave the country or see his sons due to the war, 


Dedicated to my father and to every father who has grown old and been deprived of the most basic rights in life and died in his homeland, far from his family.


 القصيدة الكاملة Full poem:




القصيدة الغنائية: موسيقى اداء وتوزيع  Fearlessness AI


مدينة الانعاش


القصيدة الغنائية:


مُنِعنا أنْ نَدْخُلَ المدينة الفاضِلَة.

لِأَنَّ حُرّاسَهَا ثُلَّةٌ فاجِرَة.


مُنِعْنا أنْ نُقَبِّلَ رأسَكْ،

من أنْ نُعانِقَ ثِيابَكْ، 

أنْ ننظُرَ فِ عَينَيكَ الحَائرة.


 أنْ نعُدَّ حَبّاتِ دَوائِكْ 

أنْ نُراقبَ نظامَ طَعامِكْ، 

أنْ نَعُدَّ تَجَاعِيدَ يدِكْ 

الَّتي

رَجَفَتْ كَقُلوبِنا الفائِرة.


مُنِعنا أن نُحَضِّرَ قَهوَتَكْ، 

أنْ نَتْلُوَ القُرآنَ على مَسمَعِكْ، 

أنْ نُغَنّيَ لَكَ في ليلةٍ مُقْمِرة


 أنْ نَرويَ القِصَصَ مَرَّةً عاشِرة.

أنْ نُذكّرَك بأمجادِكَ المَاضِيةِ الحَاضِرة..


أنْ تَسألَ مَنْ أنتمْ، 

ونُجِيْبُ بِأَنَّا مَنْ نُحِبُّكَ. 

وتَنسى ونُذَكِّرَكْ..

مُنِعنا أنْ نسمعَ قِصَصَاً مُتَكَرِرَة.


رَحَلْتَ وَتَرَكْتَ لَنا الذَّاكِرَة... نَعَم.


——

مَدينَتُنا مَدينةٌ فاضِلة…

لكنّ حُرّاسُهَا ثُلَّةٌ فاجِرة.


خَسِرْنَا أَهْلَنا فِيْها لَكِنَّها… 

فِي النِّهَايَة بَقِيَتْ هِيَ الخَاسِرَة.

——-


مَرّتْ سِنينٌ وكُنتَ تَذوبُ أَمامَناْ…

وإِنْ كُنا نُراقِبُكَ بِعَينٍ ساهرة.


 عِصامّياً كنتَ في عالَمٍ…

ظالِمٍ هَدَّ قوَّتَك وسلَبَكَ الذّاكِرة.

....



هَرِمنا… في السنةِ العاشرة. 

هَجَرْنا لَكِنْ عَلَّقْتَنَا بأَرْضِنا المُدَمَّرة 

بعد أنْ دمَّرَتنا وغَدَتْ كالمَقبَرة

بلا أمَلٍ كَمَنْ 

يعانقُ حَبلَ مِشْنَقَةٍ

 خَوفاً مِنْ أنْ يَخسَرَه 

....

صَوتُكَ وصُوْرَتُكَ كانا

 سَعْدَنا وحُزْنَناْ، 

الصَّوْتُ غَدَاْ أَنِيْناً 

ثمَّ طَنِيْناً ثمَّ صافِرة.

والصُّورةُ غدَت مريضاً

 بمَشْفى ثمَّ نعشاً 

مُحاطاً بالمُصَلًّينَ كَدَائِرة.

.رَحِمَكَ الله ياأبِي...ة

....

جمعاً تعَلَّقْناْ بشاشتنا الَّتيْ. 

كانتْ مَلاذَناْ الأخير َوبعدَهاْ. 

كانَ الرَحيلُ وبعدَهُ

 رحلَ الجميعُ وبَقيَتْ 

روحُنا خلفَ رُوحِكَ سائِرة.. 


——

مَدينَتُنا مَدينةٌ فاضِلة…

لكنّ حُرّاسُهَا ثُلَّةٌ فاجِرة.


خَسِرْنَا أَهْلَنا فِيْها لَكِنَّها… 

فِي النِّهَايَة بَقِيَتْ هِيَ الخَاسِرَة.

——-



تِلْكَ المدينةُ الفاضِلة.. 

كانتْ مدينة الإِنعاشْ.. 

مَن فيها مَنْفيها، إِنْ عاشَ عاشْ، 

وإِنْ هَلَكَ هَلَكْ، و إِنْ سَلَكَ سَلَكْ.

يالتِلكَ الأُحجِيةِ الساخِرة


مدينةٌ مَسلوبةٌ مَغدورةٌ غَادِرة.

مدينةٌ مَقْطورةٌ بِلا قَاطِرة.

مدينةٌ كانَ بها أَمَلُنا وَمقْتَلُنا

 على يدِ ذاتِ الثُلَّةِ الفَاجِرة… 


...


وحُجِزْنا في مَنْفَانَا لأننا

فِئةٌ غَرِيْبَةٌ مُهَاجِرَة.. 

ويَئِسنا أنْ نَحظى بِرِفْقَتِكْ.

أن نأْتِيكَ أو حتّى أنْ نُحْضِرَكْ.

.

لِتُنْقِذَنا مِنَ الغُربَة

 أو نُنْقِذَكَ مِنْ وِحدَتِك..

وأَتانا جوازُ سَفَرِكَ بعدَما

سَبَقَتْنا إلَيكَ ساعَةُ المُغادَرة. 

...

مالِي أرى الكونَ أصبَحَ أسوَداً…

حالِكاً والسَمَاءَ مُكَدَّرَة.

حُزْنٌ ألَمَّ بِنا لكِنْ رَضِينا…

 أَنْ نَلتَقِيْ بِكَ في الآخِرة